كانت هذه الكلمات هي الصيحة التي أطلقها الرئيس جمال عبد الناصر بعد هزيمة يونيو 67.
فكانت خير تعبير عن خطة مصر المستقبلية والتي تحولت إلى جهد وعرق استمر
لسنوات، دفع فيه آلاف من شباب مصر أرواحهم ودماءهم رخيصة في قتال شرس
مع العدو الصهيوني حتى تحقق لهم النصر.
وثبت للعالم كله وأولهم العدو الإسرائيلي أن في مصر رجال لديهم من العزم والإصرار
ما يجعلهم قادرين على حماية مصر ضد أي عدو.
ولأن النصر الإسرائيلي في حرب 67 كان أكبر بكثير مما يتوقعون، ولأن النصر
لم يكن نتيجة جهد إسرائيل فقط، بل كان الجزء الأكبر منه تقصير وإهمال مصري
فقد صدقت إسرائيل كلها قادة وشعبا أن مصر لم تعد تقدر على فعل شيء سوى الاستسلام.
كان انتصارهم كبيرا فحجب عن أعينهم حقيقة مصر وشعب مصر.
أفاق الرئيس عبد الناصر من الوهم الذي كان يعيشه كما قال هو.
اكتشف حقائق بديهية كان أهمها وأولها أن القيادة السياسية لابد وأن تعمل بتنسيق
وتناغم مع القوات المسلحة .. وأن السياسة عليها أن تحدد الأهداف بوضوح تام وتخطط
استراتيجيا لها، ثم توفر للقوات المسلحة ما يجعلها تحقق هذه الأهداف بأعلى قدر من
الكفاءة .. كما تيقن الرئيس عبد الناصر أن القوات المسلحة جزء من الشعب وأداة
من أدوات الدولة وليست كيان مستقل عنها.