قصة حزينة مووووووت

أخذ يسير هائما على وجهه ، لا يدرى إلى أين يذهب ،
فالأماكن لم تعد تشكل له فارقا ، كلّها متشابهة ..
كلها تشع منها رائحة حزن عميقة تزكم أنفه ، أصبح يكره كل ما حوله ،
فهو يذكِّره بمعاناته .. بمشاكله.. كلما نظر إلى الناس ،
رأى بأعينهم نظرة شفقة يكرهها .. يمقتها ، يتمنى لو يموت ولا يدركها ..
فهو لا يريد شفقتهم ، يكفيه حزنه على ذاته الضائعة.
تفحص وجوه المارة .. فوجد الملامح ذاتها ..
النظرات القاتلة المتشبعة بالفضول ..
أشاح بوجهه عنهم ... أمسك رأسه بكلتا يديه ،
وأخذ يحركها يمينا ويسارا فى عنف ، كمن ينفض عن نفسه حشرة لعينة،
وفجأة أخذ يركض بسرعة هائلة ، وهو يتخبط فى هذا وذاك ،
لم يعرف إلى أين يتجه ، أو مما يهرب ،
وفى لحظة ....
رأى شريط حياته يمر أمام عينيه فى ومضات سريعة ،
رأى أمه الحنون التى اختطفها الزمان منه فى طرفة عين ،
رأى أخته التى اتسمت ملامحها بالتعاسة لعدم قدرته على تزويجها إلى الآن،
تذكر وظيفته التى أفنى فيها ساعات راحته ،
وبالنهاية أخرجوه بحجة عدم توافر أماكن ، ...
تذكَّر .. وتذكَّر ..
خطر بباله لوهلة لو ينهى حياته ، لكنه استغفر ربه فى سرعة ...
توقف فى منتصف الطريق وصرخ بأعلى صوته صرخة عنيفة ..
صرخة إنسان مجروح .. صرخة الطائر وهو يُذبح ..
صرخ وكأنه لا يملك سوى الصراخ ليُعبر عما يُريد قوله ،
صرخ علّه يُزيح هذا الحجر الساكن على قلبه ..
صرخ صرخة تخللتها كلمات متشابكة غير مفهومة ،
نظر له العامة فى دهشة وحذر ، لكنه استمر بالصراخ
وكأنه يبحث عن حقه الضائع فى التعبير بهذه الصرخة.
[فلعل الحزن يُغادر قلبي
لعلنى أجد من أفتقدهم
لعلنى أجد السعادة يوما ما